فضيلة الشيخ.. أنا طالبة في إحدى الجامعات لي زميلة تعز علي كثيرا في الفترة الأخيرة لاحظت عليها بعض السلوكيات الغريبة مثل كثرة استعمال الجوال والتواصل مع بعض الشباب الذين يدرسون معنا وتبرر ذلك بأنه تواصل بريء، هدفه تبادل الآراء والمعلومات.. ترى كيف أنصحها؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن التعليم المختلط في جميع أنحاء العالم تكتنفه كثير من المخاطر وقد يكون طريقا لمنزلقات أخلاقية خطيرة لو تفهمها الأولياء لما غامروا بفلذات الأكباد بإدخالهم تلك المدارس والجامعات التي تفسد أكثر مما تصلح، ومن زج بها من الفتيات في هذه المستنقعات عليها أن تشمر عن ساعد الجد وتعمل على حفظ دينها وعرضها، فهي مكلفة شرعا ومحاسبة على كل أمر أو سلوك يصدر منها، ونحن هنا نذكر لك بعض النقاط المفيدة لك والتي قد تمكنك من التأثير الإيجابي على زميلتك وبقية أخواتك الطالبات:
عليك باللجوء إلى الله بالدعاء لك ولأختك بالتوفيق والهداية.
ناقشيها بهدوء وفي حديث ودي بما يمكن أن تجره تك الاتصالات من أمور قد لا تحمد عقباها...
الصحبة مع الفتيات الصالحات لها أعظم الأثر على السلوك فاحرصي على أن تكون معك ضمن مجموعة متميزة من الفتيات ذوات الخلق والتربية الحسنة، فإن الطباع تسرق الطباع «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير...». الحديث مشهور.
تمكن الاستعانة بالمرشدة الاجتماعية أو غيرها من المدرسات الفاضلات حتى تتواصل معها وتذكرها بضرورة المحافظة على الأخلاق والقيم والبعد عن التواصل المحرم مع الشباب وما قد يجر إليه من أمور غير محمودة.
التذكير بمعالي القيم أمر جيد، وضرب الأمثلة مطلوب وله أثر إيجابي في حالات كثيرة..
من يعن بالحمد لم ينطق بما سفه *** ولا يحد عن سبيل المجد والكرم
في حال التمادي وعدم الانزجار يحسن إيصال الأمر إلى أمها لأن الغرض هو العمل بما يصلحها، ولا أضر على الفتاة من العلاقات المشبوهة مع الشباب.
يحسن أثناء المحاضرات توجيه بعض الأسئلة التي تخص العفة ووسائل المحافظة على الأخلاق والقيم في الأجواء التربوية المختلطة... وهذا أمر في غاية الجودة... والإفادة منه تشمل جميع الحاضرين سواء كانوا فتيانا أو فتيات.
وعلى كل لا ننصحك بالاستمرار في صحبة من كان ذلك شأنها إن تمادت ولم تنفعها النصيحة، بل الواجب عليك هو البعد عنها حتى لا تجرك بمؤازرة شياطين الجن والإنس إلى أمور غير مرضية.
